Jul 14, 2013

خاطرة في التراويح (1): التقوى والفطِرة..

النهاردة وأنا بأصلّي التراويح، حصل موقف صغيّر بس استوقفني كثير جداً بقى خصوصاً إنّه كان في آخر الصلاة... 

وأنا بأصلّي كانت واقفة جنبي على يميني سيدة كبيرة في السن ومن البسطاء... وعلى الناحية الأخرى العكس! على شمالي سيدة كبيرة في السن ولكن يبدو عليها الرخاء...

والشيخ بيدعي في آخر الصلاة، كانت السيدة اللي علي يمين رافعة إيديها لفوق وبتقول بقوّة عجيبة ورجاء ويقين أعجب "آميــــــن يا رب العالمين... يا رب... يا رب..."! والسيدة على شمالي أدمعت عيناها وبكّت!... 

الموقف بدأ عند دعاء الشيخ "اللهم أحيينا على الإسلام"... مروراً بـ "إنّا نسألك الجنّة"... مروراً بالدعوة لمصر وحِفظها...

ولقيت عند الدعوة لمصر برد كيد الخائنين، السيدة اللي على يميني بتردد بقوّة "السيسي يا رب... السيسي يا رب"!!

الموقف استوقفني لثلاث أسباب -بعيداً تماماً عن أي نقاشات سياسية-:
1) "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"... تجسُد واضح للآية "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"... كلّه واقف سواسية في الصلاة لرب العالمين... كلّه بيسلّم على كلّه وبيقول للتاني "تفبّل الله" وعلى وجهه إبتسامة عريضة... كلّه مُتّجِه بقلبه إليه وفقط!

2) الناس جوّاها فِطرة سليمة قويّة أوي بتستغل أي فرصة علشان تتطلع... فِطرة لو سيبنا الناس تتعامل بها واللهِ لنفلح!... وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن يُشوِّه هذة الفِطرة ويعمل على ذلك من قريب أو بعيد!

3) بعيداً عن أي رأي سياسي -تاني-، الناس بقت واعية وبدأت تفكّر وتتابع وتحلل! حتى الناس البسيطة.... صحيح في تخبّط عام ولخبطة والناس مُتفرِّقة... بس عادي! دي الخطوة الأولى.... لمّا تبقى قاعد في الضلمة كثير أوي وفجأة تفتح النور، أكيد هتتخبّط وبعدين تستعيد توازنك لتتصرّف بشكل مُختلف... 

فحقاً، الويل ثم الويل لِمَنْ يُحاول خِداع هذا الشعب من الآن فصاعِداً أو حتى تجاهله!

والأهم من ده كلّه بقى، اكتسبت صُحبة جديدة وما أحلى صُحبة المسجد! :) الواحد كان مُفتقدها! :) 

ربنا يُديم علينا نعمة الارتباط بالمسجد وصحبته :)

No comments:

Post a Comment