من الحاجات القويّة أوي اللي بتستوقفني دائماً هو مدى مقت ربنا سبحانه وتعالى ورسوله (ص) للظلم... وذكِره دائماً جنباً إلى جنب في القرأن مُلاصِقاً للكفر أو الإتيان بالذنوب..!
بل والأعجب إنّه دائماً أيضاً يشدد على القسط والعدل وكلمة الحق ولو على أنفسنا أو عاقبتها حتى قطع رقابنا...!
رجعت لورا شوية و قلت أتفكّر في بعض المفاهيم علشان الواحد يقدر منها ينطلق لفهم مفهوم "الظلم" -على قدر علمه واجتهاده- ولماذا هذا التحريم المُشدد...
عمل الإنسان... هو إيه أصلاً؟!
عمل الإنسان هو أفعاله وتفاعله في ثلاث جوانب:
1) علاقته بالله سبحانه وتعالى..
2) علاقته بالبشر اللي حواليه ومجتمعه..
3) علاقته بالكون...
وهي دي أصلاً مفهوم "العبادة" بمعناها الشامل العام... يعني العبادة مش بس صلاة وصوم وذِكر وقراءة قرآن... بل هي أيضاً حُسن مُعاملاتك وعلاقاتك مع الناس... وتفكّرك وتدبّرك في الكون وتسخيرك له فيما يُرضي الله ويعينك على إعمار أرضه...
وربنا سبحانه وتعالى وضع لعملنا بعض الضوابط علشان "يُظبط" وتنجح دنيا وآخرة...
فالظلم بقى هو أثر كل عمل سيئ ضد هذة الضوابط في أيٍ من هذة الجوانب...!
عمل سيء في علاقتنا بالله... ظلم للنفس...
عمل سيء في علاقتنا بالبشر (من سوء ظن، أو معاملة سيئة، أو أكل حقوق أو تكبّر أو تجبّر أو حتى كلمة سيئة... إلى الكذب).... ظلم للناس...
عمل سيء في علاقتنا بالكون... ظلم للاثنين... نفسك والإنسانية...
ديننا اسمه "الإسلام".... وهو من "السلام" :) يعني يبقى الواحد عايش في سلام داخلي مع نفسه، وسلام مع اللي حواليه، وسلام مع البيئة اللي عايش فيها... إزّاي تحقق ده؟! هي دي تعاليم ديننا ببساطة! :)
الظلم يولِّد أسوأ وأبغض الأشياء داخل نفس البني آدم... من ضيق، لغضب، لكره، لمقت، لمعاملة سيئة وعنف، إلى دمار وخراب يعم هذة الدنيا...!
ولذلك يمقت رب الخير، السلام، الودود، العدل هذا الفعل المُسمَّى بالظلم... ودعوة المظلوم ليس بينها وبينه حجاب... بل وحرّمه على نفسه، فما بالك بنا؟! :)
ولذلك أيضاً أؤمِرنا بإفشاء السلام والعمل بالقسط والعدل ونُصرة المظلوم ولو على رِقابنا! :))
فلِنُعمِل عقولنا أيها السادة ونعدِل، نَفُز دنيا وآخرة! :)
"عن أبي ذَرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قال: يا عِبَادِي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فلا تَظَالَمُوا"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا -النساء 135
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ ... -المائدة 8
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " .
No comments:
Post a Comment