Dec 30, 2010

جدار الحب

كان الموقف عصيبا.... قمت بتهدئتها و طلبت منها أن تحكي لي لعل الكلام يثلج قلبها.... قالت لي و هي تبكي بحرقة:

" يصعب على الإنسان أن يجد أن ما يعينه على الحياة و يبقيه متماسكا أمام كل مصاعبها و متاعبها و مشاكلها يساعدها عليه....
يصعب على الإنسان أن يجد من يجب أن يكون عونا و سندا له عونا عليه....
أحسست بشئ ثقيل يطبق على أنفاسي... بغصة في حلقي... لم أدر ماذا أفعل أو ماذا أقول... أحسست أن الجدار القوي الذي أسند إليه ظهري قد انهار فوق رأسي و أن الأرض الصلبة التي أقف عليها قد انهارت تحت قدمي
احسست بإحساس لا مثيل له بالظلم و القهر و الذل... أحسست بنار توقد بداخلي... نار تحرق قلبي... نار تمزقه و تدميه من الحسرة و الألم... لا أعرف كيف أوصفها و لكني تألمت... تألمت كثيرا..
حاولت أن أتماسك لكن لم أستطع! سالت دموعي على خدي... دموع ساخنة تعكس ما بداخلي من مرارة... لم أحاول مسحها أو إيقافها... تركتها لعلها تهون علي
لماذا؟ لماذا؟ لا أجد إجابة لهذا السؤال... مهما فعلت أو قلت، لا أجد ما يرضيها... لا أجد ما يريها كم أحبها و أقدرها و أن كل ما اتمناه من هذة الدنيا هو رضاها و فخرها بي....
لا أعلم! في بعض الأحيان الكثيرة، أحس أنها لا تشعر بي.... لا تعرف من أنا او حتى كيف أصبحت... لا تحاول ان تعرف ما بداخل هذا القلب و لا ما يفكر فيه هذا العقل...
لا تشجعني... بل تؤنبني! لاتوجهني... بل تذمني! لا تحاول أن تكسر هذا الجدار الذي بني بيني و بينها... بل تساعد في بنيه بقوة!
لا أعلم ماذا أفعل و هذا يقتلني...
يا الله إني أستجير بك... دبر لي فأنا لا أحسن التدبير... اهدني و اهدها... إني أستعين بك... فأعني و ارحمني و اهدني يا أرحم الراحمين"

لم أستطع أن أنطق بكلمة إلا "اللهم آمين" فقد كانت متألمة بحق.... لم أستطع أن أقول شيئا... فقد مست جرحا عميقا بداخلي أحاول ان أتجاهل ألمه المتزايد بداخلي يوما بعد يوم.
ظللت أسأل نفسي نفس السؤال... لماذا؟.... جاءني الرد من صديقة عزيزة.... "هذا هو الجدار الخفي الذي يبنيه الإنسان دون قصد... يشيده دون أن يشعر و لكن لا يعرف عواقبه... إنه ذلك الجدار.... جدار الحب..


No comments:

Post a Comment