خاطرة من القلب: أحلُم..

جلست أحد الأيام التي كان فيها القمر بدرا أشاهده... أعشق تلك اللحظات... أحس بأنّي في عالم آخر... أهرب من هذة الدنيا بما تحمله من مشاكل و هموم و مسئوليات و تعب و أنفرد بلحظات من الراحة و السعادة التي أجلس فيها مع نفسي أفكر.

سرحت ذلك اليوم و ذهبت بخيالي إلى شاطئ البحر... ذلك النسيم العليل الذي تحسّه يلمس وجهك في رقة، و صوت تلك الأمواج  تأتي من بعيد تعانق تلك الصخور... ذلك الجو الليلي الرائع الذي يأخذك بعيدا فوق السحاب

سرحت ذلك اليوم في حلمي البسيط بالشخص الذي سيشاركني هذة اللحظات و تسائلت، هل يا تُرى سأجده يوما؟!

هذا الشخص الذي تحبه و يحبك، ذلك الشخص الذي تسكن إليه، يحتضنك و يستمع إليك

هذا الشخص الذي تحمل اسمه في قلبك و عقلك و تلبس ذلك الخاتم في يدك حاملا له كل الوفاء و الولاء و الإخلاص و الحب طوال العمر 

هذا الشخص الذي يشاركك أحلامك، يؤمن بك، يساعدك في الوصول، يساعدك و يشد من أزرك 

هذا الشخص الذي، عندما ترى شيئا جميلا، هو أول من يقفز اسمه إلى ذهنك و ترى صورته أمام عينيك... ينبض قلبك و تزيد سرعته، تتمنّى لو أنه معك الآن يشاركك هذة اللحظة

هذا الشخص الذي تحلم بقضاء عمرك معه و تعيشان حياة سعيدة في معيّة الله آملين رضاه و مغفرته و أن يجمعكما في الفردوس الأعلى مع حبيبه أفضل الخلق

هذا الشخص الذي يعينك على الحق، يرشدك إذا تهت، ينبّهك للأخطاء و يكن صحبتك الصالحة

سرحت كثيرا...

أحلم بذلك اليوم الذي يأتي فيه هذا الشخص

أحلم بهذا اليوم الذي نتعاهد فيه على أن نبني أسرتنا لتكون خلية صالحة لأمتنا

أحلم ذلك الشخص الذي سأحمل في إصبعي الخاتم الذي يحمل اسمه و اسلّمه قلبي و عقلي أمانة

أحلم بأولادنا أحملهم بين ذراعيّ و أحتضنهم و أغني لهم و ألعب معهم و أعلّمهم

أحلم بذلك اليوم الذي نرى فيه أولادنا يتخرّجون بتفوق

أحلم بذلك اليوم الذي نرى فيه أبنائنا رجال و نساء نافعين لأمتهم

و أخيرا، أحلم بذلك اليوم الذي يجمعنا جميعا بأفضل العالمين محمد عليه أفضل الصلاة و السلام في الفردوس الأعلى 

فاللهم ارزقنا الصحبة الصالحة و الذرية الصالحة و بارك لنا فيهم و اغفر لنا و ارحمنا و اهدنا يا أرحم الراحمين