Feb 10, 2011

من قلب بنت مصرية


منذ أن بدأت تلك الأحداث و أنا أشعر بمزيج غريب من المشاعر... مزيج بالألم و الخوف و الترقّب و الشعور بالدهشة و أخيرا الشعور بالفخر الشديد! كان مزيج غريب يتزايد يوما بعد يوم!

ها هو الأسبوع الثالث على التوالي الذي يمر، و نجلس جميعا – سواء أكنّا في ميدان التحرير أم من المنازل – نترقّب ماذا سيحدث غدا و ماذا بعد؟!

يعتصر قلبنا ألما على هذا البلد الذي عُرِف ببلد الأمن و الأمان! يعتصر قلبنا ألما على ما آل حال بلدنا من الفساد الذي تفشّى في كل مكان!
و لكن مع كل ذلك، شعرت بالدهشة و الفخر الشديدين!

تعجبت حيث تجلّت المكائد التي تُنصَب لهذا البلد و الأعجب و الأغرب من دول كنّا نعتبرها صديقة! ظهرت لي المكائد التي تحاك في الظلام حول كنانة الله في أرضه!

و ظهرت لي حقا من هي مصر!

ظهر لي من هو الشعب المصري، و ما هو معدنه الأصلي!

ظهر لي الشباب المصري!

ظهر لي من الصالح و من الفاسد!

ظهر لي من الأمين و من الخائن!

ظهر لي من هو "خايف على مصلحة البلد بجد" و من "بايع القضية"!

ظهرت لي بالفعل من هي مصر!

ظهرت لي مكانة هذا البلد و تأثيره و قوته التي لم نكن نشعر بها!

ظهر لي مدى ثقل وزن مصر في موازين العالم!

ظهرت لي عظمة هذا البلد جليّة واضحة تنطق بكل قوة و تقول: "أنا مصر، أم الدنيا"!

أنا شابة في الحادي و العشرين من عمري و أفتخر بإنتمائي لهذا الجيل الذي أبى أن تظل مصر مقيدة يملأها الفساد!

أفتخر بإنتمائي لهذا الشباب الذي أيقظ حمية العروبة و الوطنية و أجراها في عروق كل مصري!

أفتخر بإنتمائي لهذا الشباب الذي "قلبه على بلده" و فهم معنى "في الاتحاد قوة"!

فتحياتي يا شباب مصر! تحياتي يا عماد الأمة و قوامها! تحياتي أيها الشعب العظيم!

مرت علينا فترات عصيبة في تلك الأيام الماضية...

مرت علينا أيام ذقنا فيها طعم الخوف و الترقّب و الذعر...

و لكن...

أثبتم – يا شباب مصر – من أنتم!

أثبتّم أمام الذين يقولون عليكم الأقاويل أنهم مخطئين!

أثبتّم أمام الذين يثبطون الهمم و يقولون شباب "هايف و ضايع" أنكم واعين و قادرين على تحمّل المسئولية و ذلك الحمل الملقى على عاتقكم و فقتم كل التوقعات!

أظهرتم للعالم جميعه من هو شباب مصر!

أظهرتم للعالم جميعه معدن ذلك الشباب الذي تنجبه هذة الأرض الطيبة المحفوظة دائما بإذن الله!

أشعر كل يوم عن يوم بحب مصر يزداد بداخلي... أشعر بمسئوليتي تجاهها تزيد يوما عن يوم... أشعر بكل الفخر لانتمائي لتلك البلد!

أقولها بأعلى صوتي: "أحب مصر... مصرية و أفتخر"

أقولها بكل ذرة في كياني...

أحب أرض النيل... تلك الأرض التي عظّمها الله تعالى في القرآن... تلك الأرض التي وصّى عليها سيدنا محمد أفضل الخلق بأن استوصوا بأهلها خيرا فإنّ لنا فيها نسبا و رحما... تلك الأرض الذي قال عنها: " إذا فتح الله عليكم مصرا، فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض لأنهم في رباط إلى يوم القيامة"!

أحبك يا بلدي و أعاهدك...
أعدك، حبيبتي، أن أكون درعك الحامي... أعدك، حبيبتي، أن أكون ساعديك لأبنيك بكل ما أوتيت من قوة
أعدك، حبيبتي، أنك ستصبحين الأقوى على وجه أرض الرحمن...
..أعدك، حبيبتي، أن أفي بذلك الوعد... و إن لم يقدّر لي، فذريتي من بعدي...

و صدق مصطفى كامل عندما قال: "لو لم أكن مصريا، لوددت أن أكون مصريا"

أدعو الله من كل قلبي أن يحفظها آمنة و سالمة من غدر و شر المعتدين و المتربصين بها...
أدعو الله من كل قلبي أن يزيح عنها الغمة و ينجّها من الأزمة..
اللهم إنك قلت "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" و قال حبيبك "خير أجناد الأرض" فولّي عليها من هو أهل بخير أجناد الأرض..
اللهم احفظ هذا البلد آمنا شامخا عظيما قويا و احفظ أهله و اهدهم إلى الطريق المستقيم...
اللهم ارنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و ارنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه و لا تجعلهما متشابهين علينا فنضل..

اللهم آمين..



No comments:

Post a Comment