مش عارفة أقول لكم إيه بالظبط... أصل الموضوع غريب... موضوع يصيبني بالضحك الرهيب و في نفس الوقت بالغضب الشديد و إحساس "أبوس إيديكوا سيبوني في حالي بقى"!
"إيه الكلام ده؟ مي، أنت اتهبلتي و لا إيه؟"... لا و الله أبدا... بس الموضوع بجد مستفز!
بدأ الموضوع بعد دخولي الكلية... حيث بدأت الدعوات تنهال عليا "يا رب يا مي أشوفك في بيتك"... أول ما ادخل الكلية كده على طول؟ طب اصبروا عليا شوية!!
لما كنت في إعدادية، "يا رب تنجحي و أشوفك في ثانوية عامة"... دخلنا ثانوية عامة، "يا رب تنجحي و أشوفك في الجامعة يا قادر يا كريم"... و عندما وطئت قدمي كلية الهندسة، تغيرت الدعوات في الحال...
لم أكن أعطي الموضوع أهمية، كان يفتح و يتقفل تاني... عادي يعني... أقول أهم بيهزروا!
كانت تيتة تقعد معايا و تحكيلي إزاي أن و هي في سني كانت متجوزة و في بيتها!! ماشي يا حبيبتي .. ايوة بس أنا مالي؟
و ماما تقعد تقوللي "يالا يا مي شدي حيلك بقى خلينا نخلص"! (في نفسي: شوال بطاطا هو!)
أقول لها "حاضر يا ماما... هشد حيلي في المذاكرة، حاضر" ... تروح بصّالي شذرا و تدور وشها الناحية التانية...
صبرت على هذا الحال لغاية ما جت سنة رابعة! هذة السنة اللعينة! كل خلق ربنا بقى همهم الوحيد أنهم يشوفوني في الكوشة و يزوروني في بيتي! طب ما تيجوا؟! باب بيتنا مفتوح... يا أهلا و سهلا! ما هو بيتي برضه!
بقى كل ما حد يشوفني يقولي... "يالا عقبال أما نفرح بيكي كده في بيتك"!
يوم عيد ميلادي الواحد و العشرين كان كارثة كبرى! كل الناس بلا استثناء... آه و الله، بلا استثناء... بتسلم عليا و تقوللي "عقبال فرحك يا مي إن شاء الله"! أكن خلاااااااااص، هو ده أهم حاجة في العالم!
إيه يا جدعان في إيه؟! ما أنا عندي أحلام و حاجات عايزة أعملها غير الكلام ده... و عندي لسة كلية و مشروع تخرج و حوارات... إيه طيب؟!
بصوا... علشان محدش يفهمني غلط! و الله أنا مش ضد الموضوع... عادي يعني... لما ربنا هيأذن، هيحصل! يبقى نبطل زن بقى!
من كام يوم وصل الموضوع إلى قمته مع أمي...
كنا مع بعض في العربية هتوصلني الامتحان... فعدينا من جنب مسجد الرحمن الرحيم... بجد المسجد ده حلو اوي... و دار بيني و بينها الحوار الآتي:
- ماما، المسجد ده حلو أوي...
- ايوة يا حبيبتي اوي... عقبال ما نحضر فيه كتب كتابك إن شاء الله
- و ماله يا ماما و ماله؟! إن شاء الله...
- يامي، مفيش أي مشاريع خالص؟
- لأ يا ماما ليه يتقولي كده؟! في مشروع التخرج طبعا و مشاريع صغيرة هناخدها في النص كده الترم الجي!
- لأ يا مي لأأأأأ... مشاريع من نوع آخر.. مشاريع زوجية!
- هخيب أملك يا ماما و أقوللك لأ
- ليه يا مي؟ ليه؟ مفيش خالص؟! ده انت تعرفي ناس كتير أوي! مفيش خالص؟!
- ماما، بقوللك إيه.... لما ربنا يأذن هيحصل... خلصنا
- ايوة يا مي... بس لازم الحياة تمشي parallel ... لازم تبقي open mindedالمهم شدي حيلك....
سكت و لم أرد... أصل بالله عليكوا، هرد أقول إيه!
قاللك Open minded!
قاللك شيدي حيلك! أشده إزاي يعني؟! آه ياني يا نفوخي!
كان آخر تلك المهزلة التي تحدث إليّ يوميا تقريبا، هذا الصباح!
دخلت المطبخ أعمل كباية شاي و مصدّعة و حالتي حالة... ماما لقيتني كده، خديتي في حضنها
ياااااااااااه، و الله حضنها كان واحشني... و كنت هاستمتع به لولا الجملة اللي اتقالتلي... "مي، يالا بقى دوريلك على عريس... عايزة ألعب بحفيد"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بصّيتلها و لم أرد...
ما هو أصل هأرد هقول إيه.... لا تعليق!!!
و هكذا أعزائي، ستستمر مأساتي إلى أن يرحمني ربي و يرزقني بعريس... مش مهم أوافق أو لأ... بس علشان أمي يبقى لسه عندها أمل...
يا رب ارحمني... يا إما تخيلهم يتنحّوا عن الدعوة ديه و ينسوها... يا إما تبعتلي عريس علشان أمي تستريح و تريحني...