Aug 25, 2014

Random Thought (43): يقين.

لا أعلم كيف تعمل يد الله في الخفاء، لا أعلم كيف يدير الأمر وإلى ماذا سيصير أمري، لا أعلم أحياناً كثيرة ما الحكمة مما يتم.

لكن ثقتي أن يد الله التي تعمل في الخفاء لن تأتي إلا بالخير، حتى وإن كُنت أراه بنظرتي القاصرة ليس خيرا، تلك اليد ستأتي بالخير الكثير والرزق الوفير يوماً ما.. رزق الروح ورزق الجسد..

لن يتركني، لن يحوجني إلى غيره، سيغنيني من فضله وكرمه عمّن سواه.. سيرزقني رزقاً واسعاً.. سيرزقني البصيرة، وإن لم تكُن البصيرة، فسيرزقني الصبر..

لا أعلم ما يحدث حالياً.. لا أعلم كيف يدبّر ولا لأي أمرٍ يُدبّر، لكنّي أثق به.

Random Thought (42): لا تعبث مع الليث الجريح..

ما مات ببطأ، لا يعود إلا ببطأ؛ بل لا يعود أبدا.

وها هنا أنا اليوم، أُعلن وفاة تلك العلاقة. فقد ماتت موتاً بطيئاً على مدار أكثر من سنة ونصف.

يا لها من مدّة! إدراكها كان كفيلاً بالإفاقة، كان كفيلاً بصفعك على وجهك مُعلِناً أن حان الوقت للوقوف على أرض الواقع، كان كفيلاً لسماع صرخة الاستغاثة التي يُطلِقها قلبك  الجريح ونفسك الدامية التي قتلها هذا الشخص قتلاً بطيئاً مُعذِّباً إياهم في زنزانة وهم كنت تعيشه.

أتراه يضحك الآن؟ أتراه يستمتع بنشوة الانتصار؟ لكن أيُ انتصار هذا الذي يقوم على دموع المتألمين، وآلام الجرحى؟! إنّه انتصار مريض، لا يمكن أن يكون غير ذلك.

عندها يموت بداخلك جزء يصعب استعادته. لا أعرف كيف يوصَف، هو فقط يُحَس. لا تعُد حياتك بعده أبداً كما كانت. أبداً!

لا تعلم أيكتسب القلب قوة أم قسوة! في كلا الحالتين، لم يُعد هذا الكتاب المفتوح للجميع.

بل من أراد فتح الكتاب وقراءته عليه محاربة التنين! ذلك التنين الذي ينفذ ناراً حارقة عند أي محاولة للاقتراب.

فقدت ذلك الجزء من عفويتك وثقتك بحدسك. فقدت الثقة في البشر، فلم يعُد قلبك يتحمّل المزيد من الخذلان.

إنّه مُتعَب، مُرهَق، مُستَنزَف، وغاضب.. غاضب وحانق لأبعد الحدود.

وقلبٌ بهذة المواصفات، لا أنصحك بالإقتراب منّه حتى يستعيد عافيته.

لا تسأله لماذا يتألّم، لا تسأله لماذا يُحيط نفسه بهذا الغموض، فهذا الغموض هو خط دفاعه الوحيد في هذة اللحظة.

لا تسأله لماذا تغيّرت ملامحه، لماذا يختفي جماله الداخلي والخارجي.

لا تضع يدك على تلك الجروح، فهي لم تبرأ بعد.

فقد لا تسأله، ولا تحاول طرح حلول. لن يتقبّل.

ولا تكُن قاسياً عليه في نصيحتك، فاليوم يسكت وغداً ينفجر كالقنبلة، فآمن شرّه.

لا تدفعه للحركة، فهو لن يتحرّك إلا عند اللحظة التي يكون هو مستعداً فيها للحركة.

لا تحاول الكلام. فقد اجلس بجانبه صامتاً، استمع إلى سكوته، وحاوره بقلبك.

فالليث الجريح أخطر وأشد من الليث المُعافى، فاتعظ

Random Thought (41): تساؤل..

في الحديث معك، أعرفني جيداً..

لكن هناك لحظات، أخاف عليك وعلى نفسي منّي فأصمت وأبتعد..

يقتلني بعدك ويؤلمني، لكنّي أخشى قربك.. فهو إنذار برحيلك..

عجزتُ عن فهمك ولم أعد قادرة على بذل المجهود لأفهمك..

ألا تبذله أنتَ مرّة لي؟!

مرّة واحدة، مرّة واحدة فقط!

Random Thought (40): حسرات قلب..


لم أعُد أعلم من أنتَ.. منذ تلك اللحظة التي جلسنا فيها سوياً نتحدث.. لم يكن حديثاً عادياً.. بل كان توغُّلاً في أعماق كُلَّاً منّا داخل الآخر.. رأينا ما لم نُري أحداً من قبل..

أتذكر تفاصيل ملامحنا ونحن نتحدّث، أتذكر تفاصيل كل صوت وصدى كل كلمة.. لا، لم يكُن حديثاً عادياً..
انتهينا يومها، ورجعنا مُسرعين إلى كهوف أرواحنا، انزوينا في الركن البعيد الهادئ المُظلم، تلك المساحة التي نجد فيها الراحة والعزلة عمّا نؤمن أنّه يمكن أن يؤلمنا..

وتجدد اللقاء؛ بعد ثلاثة أشهر.. أحسسنا بتوقد الشوق إلى الحديث المُريح الذي اختبرناه طوال النصف السنة الماضية؛ أحسسنا بالحنين إلى ذلك الحُضن الذي يربت على قلوبنا المُتعبة.. اشتقنا إلى ذلك الشخص الذي يتوغّل في أعماقنا ويرى حقيقتنا دون أن ننبس بشفة على الرغم من خوفنا منّه..
وتكلّمنا.. وطال حديثنا..

ثم سكتنا وابتعدنا.. وتألّمنا..

ألِهذا ابتعدنا؟! ألِهذا هربنا؟! خِفنا أن يرانا أحد مُجرّدين، ارتعدنا خوفاً وفزعاً أن استطاع كُلّا منا اختراق ذلك الحاجز القلبي الذي نضعه حولنا.. ذلك الحاجز الذي بنيناه بعد تعب وعناء وجروح ودموع ووجع كثير؛ ذلك الحاجز الذي أقسمنا ألا يخترقه أحد وألا نسمح لأحد أن يقترب منّه في الأساس..

فتحنا أبوابه على مصرعيها ولم نُحِس إلا بعدها، أدركنا أننا نكسنا وعدَنا وقَسَمَنا؛ فآثرنا أن ندوس قلوبنا ورغباتنا في الالتحام سوياً بأقدامنا وسحقناها حتى بكت بدل الدموع دماً..

آثرنا الشعور بالألم على أن نفتح قلوبنا مرّة أخرى.. حتى ولو عرفنا داخلنا أنّ ذلك الشخص راحة وسكينة لنفوسنا..

سحقناها ومضينا قدماً.. نتكلّم بدون كلمات، نتحدّث في صمت، نبتعد في صمت، نتألّم في صمت... نرى عزاءنا في كلماتٍ نقرأها من الحين إلى الآخر.. سواءًا لنا أو لمن نرى كِلانا في كتاباته.. يُثلِج نفوسنا، يهدّئ من روعة حسرات قلوبنا..

لم أعد أقوى على الإقتراب منك بعد الآن.. لم أعد أحتمل هذة العودة لأنّي أصبحت على يقين أنّها عودة مؤقتة سُرعان ما تنتهي برحيل مؤلم وابتعاد وصمت أكثر إيلاماً..

هربتُ منك ومن عالمك ومن العالم المُشترك بيننا.. 
يحثّني الكثيرون على الرجوع، وآخرون ينصحوني بالهروب لفترة.. يقولون أنّ عليَّ استجماع قواي المُبعثرة، واسترداد حكمتي الضائعة، وتضميد جراح روحي المؤلمة..

سأبقى بعيدة، لن آتي.. لن آتي وآخذ الخطوة الأولى كما كنت أفعل دائماً؛ لا، لن أُرهِق قلبي بالاهتمام بك؛ فلقد ضحّى من أجلى بالكثيروحان الوقت كي أهتم به بعد معركته معك..

سأستجمع قواي، واسترد حكمتي وأُضمد جراحي؛ وأمضي إلى غير رجعة..

من يهتم بي، سيعرف كيف يجدني.. أمّا من لا يهتم، فأنا لن أهتم كذلك..

ذلك الهروب.. لا أعلم آسمّيه "هروب" أم "تصحيح مسار"؟!

لا يهم.. المُهم، أنّي سأبتعد.. لعلَّ الله يجعل فيه الشفاء النفسي والسكينة الروحية في محاولتي للرجوع إليه وأنا تلك الأَمَة التي قرّبت منك وبعدت عنّه..

لستُ حزينة منك ولا عليك.. إنّما أُشفِقُ على نفسي.. وألوم عليها أن تركتك تفعل بها ما فعلت.. لا أملك إلا أن أقول سامحك الله.. أراح الله من أراح القلوب، وسامحَ الله من أتعبها..