عليك سلام الله و رحمته و بركاته، سيدي
الرئيس
أما بعد...
هنيئاً لك على الفوز بالمنصب، هنيئاً لثورتنا
إنتصارها في خطواتها الأولى نحو الإصلاح و البناء...
سيدي الرئيس، نحسبك على خير و أنك لا تسأل
الولاية، فمن سُئل الولاية، حُمِّل حملها على كاهله، أما من آتته، فسوف يُعان
عليها... فأنتَ الآن، في وضع لا يُحسد عليه أحد... ليس معك في هذة البلد سوى الله
عز و جل و علمك و عقلك و الشعب المصري، فاتّقِ الله فيه، يحملك فوق الأعناق و
يُساندك و يُعينك... أما إن لم تُعامله بما يستحق، قام عليك وخلعك و افترسك كما
تفترس الأسود فريستها... و قد رأيت بنفسك ما يفعله هذا الشعب العظيم بمن يُظلمه!
فاحذر سيدي من "شر الحليم إذا غضب"...
سيدي، إن الحِمل الذي تحمله على كاهلك ليس
ببسيط، ليس بسهل و لا يسير... فغير حِمل قيادة أعظم دول العالم و لكن هناك أيضاً
حِمل إثبات حُسن النيّة و تدمير فزّاعة الإخوان التي عكف الإعلام و النظام السابق
على بناءها و تعزيزها داخل نفوس كثير من أبناء هذا الوطن...
عليكم إثبات إن فصيل "الإخوان" ليس
إلا أشخاص مثلي و مثلك و مثل أي إنسان آخر... و لكنه إنساناً يحمل قضيّة معينة...
إنسان يُخطئ و يُصيب في التعامل مع المواقف... يُخطئ و يُصيب و يتعلّم... فليس
منّا شخص كامل... و أولاُ و أخيراً، همّه بناء هذة الأمة...
و مع اعتراضي الشديد على الوسائل المُستخدمة من
قِبَل الإخوان و إدراج بعضها باسم الدين الذي لا نفهم عمقه بعد، فإنّي أقف خلفك و
أؤيدك كرئيسي و ممثلي كمواطنة مصرية...
سيدي الرئيس، هذة كلماتي أكتبها لك بكل حُسن
نية و أدعو لك من كل قلبي أن يُوقفكَ الله و يُعينك على ما على كاهلك من مسئوليات
و أن يهديك إلى الصراط المستقيم و يوفقك لما يُحب و يرضى...
وأختم بأن أُذكرك بقول الشيخ الشعراوى: "إذا كنت
قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعينك الله على ما تتحمل" و بقول
رسول الله: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر ؟
قال: مجاهدة العبد هواه"
فاللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء لك الحمد و الشكر و أنت على كل شئ قدير.
و السلام عليكم و رحمته و بركاته..