إحساس و شعور عجيب و مختلف تماماً عندما تقرأ كتابا تعرف كاتبه شخصيا... فأنت تشعر أنك تتعمّق داخل هذا الشخص أكثر و أكثر و تتعرّف عليه من خلال كلماته... هكذا أحسست عندما قرأت "عجيب في بلاد العجائب"...

قرأت منه مقتطفات على مدوتنه قررت بعدها أنّي "لازم و لابد أجيب الكتاب"!
طلبت الكتاب من مكتبة ألف و وعدوني أن يتصلوا بي بمجرد وصوله... و بعد أسبوعين، أخيرا جاء!
الكتاب باختصار شديد هو دروس حياة عبر تأملات و خواطر و مواقف... فالكتاب خلاصة تجربها يعيشها الكاتب بالخارج للدراسة و العمل... و الفائدة منه كما قال فيه "متروكة إليك"...
كنت دائما - و لا زلت - أؤمن بأننا جميعا مختلفين، كل واحد منّا شخصية فريدة من نوعها... و لكن تجمعنا بالرغم من ذلك كثير من الأشياء المشتركة التي تكوّن الحياة فيما بيننا و تُرسّخ عملية التفاعل الإنساني...
فأنت، يا صديقي العزيز، لا يمكنك العيش و التقدم و التطور من غير تواصل! بعضكم سيقول لي "لأ أعرف، أنا أقعد وحدي كثيرا"، سأرد و أقول.. ألا تفكّر؟ ألا تكتب و تقرأ؟ ألا تتعامل مع التليفزيون و الإذاعة و الانترنت؟ إذاً، فأنت تتواصل! مهما كان شكل هذا التواصل.
لا نستطيع أن نتقدم خطوة إلى الأمام إذا لم نبني و نُكمل من حيث انتهى الآخرون، لن نستطيع أن ننمو و ننضج ما لم يحدث ذلك التفاعل الحضاري بين مُختلف الثقافات و الأجيال... فذلك التقاعل يُنمّي و يُثري الثقافة و يكّون الفكر و الرأي و يُغزز الهوية إذا ما استُخدِمَ بطريقة صحيحة... إذا ما تفكّرت و فكّرت و حلّلت و عرفت ماذا تأخذ و ماذا تترك! فهكذا كان تقدم أجدادنا في العهد السابق و وصولوا لأعلى درجات العلم و الثقافة و المعرفة و التقدم...
ففي النهاية، إذا كان هذا التواصل فعّالا، سيخلق هذا العالم الذي نفتقده في أيامنا هذة...
هذا العالم المتعاون المتسامح المتكامل..
هذا العالم المُنتِج المتقدّم...
هذا العالم و هؤلاء البشر الذين يؤدون تماما المهمة التي خُلِقوا من أجلها في الأساس و هي "خلافة الله و عمارة أرضه"...
ففي الاختلاف رحمة... فأنت يا عزيزي لست كاملا، فالكمال لله وحده... كلٌ منّا يحتاج الآخر... كلٌ منّا يكمّل الآخر...
و إذا نظرت و تعمّقت، ستجد المُتشابهات التي تجمعنا كثيرة و نقاط الالتقاء أكثر... من أبرزها أننا جميعا بشر نسعى لتحقيق السعادة و الاستقرار و التقدّم!! كلنا نفكّر... كلنّا ننتج... و لكن الكيفية و المجال هي التي تختلف...
و قد عزز كتاب "عجيب في بلاد العجائب" هذا المفهوم و هذة الكلمات التي أقولها الآن... فهو - كما قلت - تجربة حيّة من شخص عاش في مجتمع غير مجتمع مصر... تعرّف على مُختَلَف الجنسيات و الثقافات - التي منها المصريين أيضا - و تعايش معها...
و الفريد في هذة التجربة هو طريقة فكر حسين و كيفية رؤيته للأوضاع... فلم يكن ذلك المواطن الذي سافر و عاد ناقما على واقع بلده... بل جعل تلك المقارنة حافزا له لكي يقدّم لها المزيد..
دعوني أقدم لكم بعض مقتطفات الكتاب...
"علينا كشباب ألا ننحرف وراء المظاهر الزائفة و "التابوهات" المزورة التي نروجها بأيدينا سواء متأثرين بوسائل الإعلام أو متأثرين برواسب عصور لا تتناسب مع إيقاع العصر و لا يمكن أن تكون مقدراتها منطلقا كافيا لتحقيق الحلم.
لماذا لا يكون هناك حوار بين الشباب أنفسهم بدلا من حوار السياسيين و الرياضيين؟ لماذا لا يكون الحوار بيننا نحن كشباب بالداخل، بدلا من الحوار مع الآخرين من دول العالم؟!!"
---
"إن توافر القدرة على نقل أو امتلاك أو اختراع التكنولوجيا ليس كافيا للتنمية، و لكن الظروف الملائمة للاستخدام الأمثل لهذة التكنولوجيا هو ما يحقق ارتفاع مستوى المعيشة المنشود و يُصبح بذلك إنجازا حقيقيا"
---
و من روائع الخاتمة...
"إن النجاح الحقيقي يكمن في استطاعتنا توصيل رسالة تعايش لا تُنقِص من قيمنا شيئا و لا تتنازل عمّا نراه صحيحا... أما مردود هذا النجاح و إن كان بسيطا في هذا العالم المتشابك المُعقّد، فإنّه سيظل شعورا إيجابيا يفتح باب الأمل نحو إنسان يعيش في أي دولة في العالم مُتفهّما لثقافة الآخرين، بل شاعرا بواجب المعرفة و بضرورة احترام الآخر"
في نهاية المطاف، أدعوكم جميعا لقراءة هذا الكتاب، فهو ممتع، شيق، كوميدي و معلّم بأسلوب سهل و بسيط في نفس ذات الوقت... يجعلك تعيش معه الكلمات و كأنك موجود في الموقف...
هنا رابط تحميل الكتاب... http://www.4shared.com/office/S1Cs2gnw/3ageebFiBeladEl3aga2b.html%E2%80%8E
هنا رابط تحميل الكتاب... http://www.4shared.com/office/S1Cs2gnw/3ageebFiBeladEl3aga2b.html%E2%80%8E
و يمكنكم الحصول عليه من مكتبة ألف المرغني :)
و هنا رابط مدونة حسين عادل فهمي... و هي من أروع المدونات على الإطلاق :)
تحياتي
أنا أيضاً أنهيت لتوي الكتاب وأتمنى أن يكون له جزء ثاني حيث أنني شعرت أنه مبتور الأحداث إلى حد ما وكنت أتمنى أن يكون به تسلسل سردي أكثر من ذلك لكن الكاتب يتمتع بموهبة فطرية وبأسلوب حي جميل لذا سأنتظر القادم له :)
ReplyDelete