Jan 14, 2009

و كيف لي أن أنسى ؟؟؟

استيقظت ذلك الصباح بعد ليلة متعبة قضيتها في سريري أعاني من البرد ... كان صباحا جميلا، فالشمس مشرقة ساطعة ترسل أشعتها الذهبية الدافئة داخل الغرفة مع ذلك النسيم من الهواء البارد الرقيق ..
خرجت من غرفتي و توضأت و صليت ركعتي الصبح و دخات المطبخ لأصب كوبا من الشاي باللبن لعله يسري الراحة في جسدي المتعب، فوجدت جدتي في طريقها لصب كوبها أيضا فقلت لها " اقعدي و أنا هاعمللك الشاي".
صببت الشاي و جلسنا نتحدث ... يا الله كم استمتع بهذا الحديث!!! كم استمتع بمجرد جلوسي معها و التحدث
في أي شئ ... أحب جدتي كثيرا ... فحديثها ممتع شيق ... تجذبني معها إلى زمنها و زمن أمي و أبي ... تحكي لي كيف كانت حياتها ... تحكي لي عن الحياة و خبراتها ... تحكي لي عن كيف لم تكن الحياة في الزمن الماضي وردية كما يظن البعض ... و كيف أن مفتاح السعادة هوالرضا و الإيمان بالله سبحانه و تعالى .. هو الشكر حتى في الأوقات الصعبة و الصبر ... فالصبر مفتاح الفرج كما يقولون
جلسنا نتحدث قرابة الساعة و نصف .... لم أشعر بالوقت معها ...ابتسمت لي وقالت "ده أنت رغاية أوي" قلت
لها " أنا برضه اللي رغاية ؟؟؟ ماشي يا ستي ... على العموم، أنا ما بقدرش أقوللك حاجة علشان أنتي عارفة أنك الوحيدة اللي بستمتع و بحب أتكلم معها " .. ضحكت و قالت لي " طب يالا علشان نشوف هناكل إيه على الغدا النهاردة" ... أحبها و أحب خفة دمها و حلاوة روحها ... ترشدني و تعلمني ... لا تقسو علي أبدا بل هي الصدر الرحب الحنين الذي ألجأ إليه دائما ...
جلست بعد هذا الحديث في غرفتي و وجدتني أفكر ... "الرضا و الإيمان بالله و شكره على نعمه سبحانه و تعالى" ... كم أنا جاحدة و مقصرة في حق خالقي!!! ... وجدت نفسي أفكر في حياتي الروحانية كيف أصبحت هذة الفترة الأخيرة ... فوجدت مهزلة كبرى !!!!!
أتعرفون لماذا ؟؟؟ سأقول لكم ... أؤدي صلاتي الحمد لله و أشكر الله على ذلك ... و لكني فقدت صلتي بشئ من أهم الأشياء في حياتي ... القرآن
لم أعد أقرأ القرآن كما كنت و أنا صغيرة ... وجدت أن صلتي بمن هو شفيعي في يوم لا تنفع فيه شفاعة أحد، مقطوعة .. مكسورة ... في أمس الحاجة لإصلاحها ...
تذكرت دروس القرآن التي كنت أذهب إليها ... تذكرت مدرستي زبيدة التي أحترمها كثيرا و أحبها حبا جما و كيف أني لم أسأل عنها منذ فترة طويلة ... كم أشتاق إليها !! ... تذكرت القرآن الذي حفظته ... هل يا ترى ما زال في ذاكرتي ؟؟؟ أم تراكم عليه تراب الزمان فنسيته ؟؟؟!!!!
أحسست بالأسى و الخزي ... كيف لي أن أفعل ذلك ؟؟؟ و لا أعلم لماذا جاءت هذة الآية بالذات في رأسي "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا – ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا – ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين" صدق الله العظيم .. أعتقد ان هذا صوت ضميري يدق الناقوس و يقول لي .. افيقي ... افيقي مما أنت فيه .. افيقي و لا تدعي الدنيا تأخذك بعيدا فإن لربك عليك حق ... فلا تنسي ذلك
بعد مرور هذة اللحظات، وجدت نفسي قمت و توَضأت مرة أخرى و صليت ركعتين لله و دعوت بهذا الدعاء كنت قد حلمت به من فترة ...
" اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أضاء جنبات عرشك أن تعفو عنا و تغفر لنا و ترحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم فرج همي و اجعل القرآن ربيع قلبي و تزكية نفسي
اللهم آت نفسي تقواها
اللهم إنك تعلم ما بنفسي فأجب حاجتي
اللهم إني أسألك أن تثبت قلوبنا على دينك و تجمعنا بنبيك و حبيبك و أن ترزقنا رؤية وجهك الكريم و أن تجعل مقامنا الفردوس الأعلى يا رحمن يا رحيم "

فاللهم آمين ... أمين .... آمين

No comments:

Post a Comment