Jan 29, 2015

Random Thought (44): 2015

ها نحن على أعتاب سنة جديدة، مودّعين سنة مضت بكل ما فيها.. بكل لحظاتها وأحداثها الحلوة والمرّة.. السعيدة والحزينة.. تمر الأحداث والأيام والمواقف والشخصيات وتفنى، وما يبقى منها إلا ذكرى تختلج لها نفوسنا بين الحين والآخر.. فتسيل بعض الدموع فرحاً والبعض الآخر يسيل حُزناً ووجعاً..

لا أعلم أي نوعٍ من أنواع الدموع انتصر في هذا العام الفائت!

أدموع الفرحة أم دموع الحيرة؟! لكن من المؤكد أنَّ النوعين موجودان.

أصبح من العبث القول بأن هذة السنة أو غيرها من السنوات الفارقة في الحياة، لأن ببساطة كل السنوات فارقة. لكل سنة سِمة.. لكل سنة، درس تتعلّمه قلباً وقالباً.. درساً لا تعد بعده أبداً كما كنت. أبداً!

ودرس هذة السنة الفائتة كان درساً مُتميّزاً؛ كان لدور البطولة في تدريسه العديد من الشخصيات.

كان مُعلّماً واحداً في البداية لكن كل مدى يدخل شخصٍ ما في هذا الدور، وأتعجّب! ولكن عند التوقّف والتفكير مليّاً، أُدرِك أنّ لابد من ذلك وإلا ما اتسعت الرؤية ووضحت الصورة و اكتمل الدرس.

ولكن يبقى هذا المُعلِّم الأبرز على الإطلاق.

ذلك المُعلّم الذي غاص في الأعماق، فأتى بغور الروح والعقل والقلب. كشف عن مدى جهلى وقلّة خبرتي وإن ادعيتُ العلم. أراني أنّ مازال في الحياة الكثير للتعلّمه، أن لا يزال أمامك فراسخ من التجارب التي يجب أن أخوضها حتى تكتمل جوانب كياني. أراني الإنسان كما لم استوعبه من قبل، وعلّمنّي تقبّله على الرغم من صعوبة ذلك.

علّمنّي -سواء شئت أم أبيت الاعتراف- أن أُقَدِّر نفسي، ألا أهملها ولا أحمّلها ما لا تطيق. علّمني وضع الأشخاص -والأمور عامةً- في نصابها الصحيح.

شئت أم أبيت أيضاً، علّمنّي هؤلاء وذلك المعلّم كيف أحب ولماذا أحب والأهم مَن أحب.

استوعبت نفسي؛ بفضائلها وأخطائها.. بقوتها وضعفها.. برزانتها وجنونها.. بتخطيطها وعفويتها.. بإصرارها وحيرتها.. بسعادتها ووجعها.. استوعبتها!

مازلت أتعلّم حُسن التصرّف.. أخطأت كثيراً وأصبت أحياناً.. ولكن، ها أنا ذا أتعلّم.

ذلك المعلّم -على الرغم من قسوة الدرس-، أدين له بالكثير.

فلتجد السعادة أينما حللتَ يا مُعلمي.

No comments:

Post a Comment