"لو خُفتِ، عمرك ما هتسوقي"..
جُملة قالها لي أحدهم وأنا بأطلع من باب المرور لمّا خلّصت ترخيص العربية وطلعت بها وطفت منّي (ثاني مرّة أسوق بالعربية الجديدة في الشارع وبقالي فترة كبيرة مسوقتش أساساً)
الجُملة دي استوقفتني للغاية..
"لو خُفت، عمرك ما......." أكمل أنت النقط بأي حاجة عايز تعملها وخايف.
الواحد لمّا يبقى داخل على حاجة جديدة -وبالذات لو كبيرة ومُهمّة-، بيعدّي بمرحلتين وفي كلاهما مش بس بيبقى خايف، ده بيبقى مرعوب!
المرحلة الأولى: وقفة مع النفس!
هو أنا عايز أعملها ليه أصلاً؟ إيه المُستفاد من الخطوة وإيه اللي هخسره؟! إيه مُقابل إيه؟! طب هل أنا أساساً عندي الجُرأة إنّي آخد الخطوة المُختلفة دي؟!
لحظة حسابات وتفكير وترتيب وتخطيط..
يا تقرر هأكمّل يا بلاش منها.
لو ربنا كرمك وكنت من الناس الشُجاعة اللي قررت تأخد الخطوة، تأتي المرحلة الثانية ألا وهي، التجربة الأولى.
أول مرّة تعمل الحاجة، هينتابك إحساس من أعجب الأحاسيس! إحساس إنّك مُخدَّر ومش مُستوعِب وإن ركبك بتسيب! D: آه واللهِ! D:
وشوية أفكار في النافوخ كده، أنا إيه اللي عملته في نفسي ده؟! طب أكمّل وأتراجع وبلاها؟! طب هو أنا لو كمِّلت إيه اللي هيحصل؟! إيه المكاسب وإيه الخسائر؟! وإيه المعوقات؟! طب ينفع تتحل؟! طب لو تنفع، أحلّها إزّاي؟!
طب لو تراجعت، هأخسر إيه؟! ولا يمكن، أكسب إيه! إيه في مُقابل إيه؟!
هتلاقي نفسك طالعة لك بمائة عذر وتبرير علشان تتراجع بعد المرّة الأولى.. "لا يا عم، خلّينا زي ما كُنّا كويسين ومتعوّدين على اللي فيه (حتى لو فيه مُعاناة) بس أدينا عارفينه، تغيّره ليه؟!"
يا ترى، ماذا ستختار في هذة اللحظة؟!
تتراجع وتجبُن وترجع للـcomfort zone ؟! ولا تشرب مَونتِن ديو وتقوّي قلبك وتدوس؟!
هل يا ترى هتقتنص الفرصة اللي جت لغاية عندك علشان تعمل الحاجة اللي عايزها ولا هتضيّعها؟! عِلماً بانك عارف كويس أوي إن مثل هذة الفرص لا تأتي كثيراً.. وأنّك إذا اقتنصتها وفعلت ما تفعل مراراً وتكراراً، هتُظبُط وتبقى 100 100 وتتغلّب على ضعف نفسك اللي عايزاك دائماً ماشي جنب الحيط في الرُكن..
وعِلماً أيضاُ بأن كل واحد فينا عارف ومتأكِّد إن لمّا حياته تقلب روتين، دي من أسوأ الطرق لعيش الحياة؛ وإن الحياة الحقيقية تتطلّب الشجاعة والمُغامرة المحسوبة لتأدية ما يُطلب منّا فيها :)
الخُلاصة: طول ما أنتَ خايف مُخك هيفضل يودّي ويجيب، هتعيش في حالة قلق مُستمر وتمر عليك اللحظات مرور الكِرام لا تستفيد منها بشيء، هتفضل مُتذبب واقف في النص لا عارف تتقدّم قدّام ولا ترجع ورا..
احسبها صح.. اشرب بيريل ومونتن ديو.. جمِّد قلبك واسترجل وتوكّل ع الله ودوس..
الله المُستعان :)
No comments:
Post a Comment