سهل على الواحد إنّه يرمي اللوم على غيره ويشوف أخطائهم وغلطاتهم -خصوصاً لو في حقه- زي الشمس في عز الظهر...كأنه جاب حاجة ميكروسكوبية وحطّها تحت المكبّر... ويعمل زي ما بيقولوا "من الحبّة قبّة"...
سهل على أي حد فينا إنّه يعيش دور الضحيّة، وإنّه مظلوم والباقي همَّ اللي غلطوا فيه وهو معلمش حاجة أي غلط...
لكن من أصعب اللحظات هي اللحظة الي تقف فيها مع نفسك وقفة مُحاكمة وتحاسبها بـ"الحنتوفة"... تلك اللحظة اللي بيبقى فيها المتهم والدفاع والقاضي حاجة واحدة، ألا وهي "أنتَ" أو "نفسك"...
اللحظة دي صعبة أوي! ومحتاجة شجاعة إنّك تقف قدام نفسك وتشاور عليها وتقول لها "أنتِ غلط! أنتِ غلطانة!"... لحظة محتاجة ثقافة من نوع خاص، اسمها "ثقافة الاعتذار"... إنّه مش عيب إنّي لو غلطت، أعتذّر وأندّم بشدة على غلطي.. وإن ده مش بيقلل من قدري، بل بالعكس! يرفع ذلك منّك قدام ربنا وقدّام نفسك وقدّام الناس..
على فكرة، الغلط ممكن ميكونش ظهر ولا طلع من على لسانك ولا أفعالك حتى! يكفيك "سوء الظن"... :) أكبر غلطة ممكن البني آدم يعملها في حياته...
ممكن الحاجة اللي حصلت ضايقتك فعلاً، ويكون الشخص اللي قدّامك غلطان في حقّك فعلاً... لكن أول ما تُسئ الظن، أصبحت أنتَ أيضاً غلطان :)
وهذا النوع من الغلطات -أو الذنوب- لا يُسامحك الله عليها، إلا لو سامحك الشخص نفسه...
ساعات كثيرة، بأقعد أفكّر ديننا قال لنا نعمل إيه واحنا بنعمل إيه... وتكتشف الفجوة الهائلة بين الاثنين!!
محتاجين كل فترة نقف واقفة محاكمة وتصفية حساب مع نفسنا وإلا عليه العوض ومنّه العوض... :)
وأخيراً، أدعوكم لقراءة هذا المقال الصغير http://altanmia.me/2012/07/27/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D8%AA%D8%B0%D8%A7%D8%B1/
No comments:
Post a Comment