Jan 15, 2012

و يبقى السؤال...

"صراع الحضارات" كلمة بدأ بها د. فاروق القاضي حديثه معي... 

د/ فاروق القاضي مهندس و هو مؤسس أحد المكاتب الهندسية الاستشارية الكبيرة و مديره و قد كان من قبل أستاذا في كلية الهندسة جامعة عين شمس. 

د/ فاروق من الشخصيات التي أحترمها كثيرا... فهو رجل محترم، مثقف، مطلّع، واسع الأفق، مفكّر و ذو بصيرة و هو أيضا من عائلة راقية تمتد جذورها إلى زمن بعيد و مراكز عليا في تاريخ مصر. 

جاء هذا الاجتماع عندما كان هو و أبي يتحدّثان صدفةً عن الإسلام و حضارته، فذكر أبي أنّي أقرأ في هذا الموضوع منذ فترة... فطلب منه مقابلتي و من هنا حُدِدَ هذا الاجتماع. 

تمحور الكلام عما قرأت و عما اكتشف من عظائم تاريخنا... تاريخنا المنسي الضائع الذي سببه تفرّق الشمل و انحطاط المستوى السياسي و الاقتصادي و العلمي للعالم الإسلامي... 

نسمع كثيرا عمّا يُسمّى بـ"صراع الحضارات" ولكنك إذا تعمّقت قليلا و تفكّرت، ستجد أنه لا معنى لذلك المصطلح! فإن الحضارات لا تتصادم و إنما تتكامل و تُكمّل بعضها بعضا! فليس هناك أمة تنهض بدون الاعتماد على حضارة كانت موجودة و أُخِذَ منها و كُمِّل عليها... 

فأمتنا و حضارتنا لم تنشأ سوى بهذة الطريقة! فقد أخذ أجدادنا كل ما توصّل إليه الإغريق و الرومان و الفرس و كل ما يمكن أن يحصلوا عليه و تعلّموا منه و اقتبسوا منه ثم أكملوا عليه و اخترعوا أشياءً ستظل إلى آخر هذا الزمان ينظر إليها العالم نظرة احترام و تقدير و امتنان... 

حِيكت ضد الإسلام مؤمرات كثيرة و سوف تُحاك إلى آخر الزمان... و لكن هل ندرك ذلك؟ هل ندركها و نتعامل معها أم ننساق معها و بدون أن ندري نشارك فيها؟ هل نحن علم كافِ و دراية؟ 

فسنة الله في أرضه واحدة لا تتغيّر... فإذا أردت المستقبل، فادرس الماضي ثم خذ منه العِبر و توكّل على الله... 

نطمس الكثير و الكثير من تاريخنا و نحن لا نعلم! نهمله، و نحقّر منه و نحقّر من أنفسنا و هويتنا و نستقل بها! 

و الغريب في الأمر، أن كل الدلائل في النهاية ترجع لتُثبت تعاليم الإسلام و أسلوبه و منهجه، مما يُزيد إثباتا و يقينا أنه دين الحق! 

كثير من العظماء و العلماء و الشخصيات المؤثرة التي لا نعلم عنها شيئا سواء تاريخنا الإسلامي أو المصري... 

حمل النقاش نقطة مهمة أخرى... ألا و هي "الدولة القوية"... من هي و ما عناصرها؟! 

الدولة القوية، أعزائي، هي من تملك زمام أمورها المالية و تديرها بذكاء و تتحكم فيها بشكل صحيح بحيث يتوفر لها القوة الاقتصادية و الإعلامية و العسكرية... هذة القوى التي تمنح الدولة هيبتها... و لكن هناك ما هو أهم من تلك القوة الثلاثية!! هناك ما هو "أصل" تلك القوى الثلاثية، ألا و هو "العلم"!! 

هو ذلك المنبع الذي يُغذّي و يدعّم أي أمة تريد أن تنهض.. 

فـ"أمة لا تعشق العلم، لا يمكن أن تنهض"!! فأنت إذا لم تتشرّب روحك بحب العلم، لن نقوم و لن نتحرّك خطوة للأمام... إن لم تحب العلم للعلم و ليس للحصول على شهادات، فأصل قوة الأمة منعدم!! 

لن أُطيل في كلامي عن العلم و فضله... فهذا يطول لمقالات كثيرة... 

و لكني أدعوكم لقراءة القرآن و تدّبره... أدعوكم لقراءة الأحاديث النبوية و فهمها... و الأهم من ذلك العمل بهم... نقطة تحوّل!! و عن تجربة صدقوني!! 

و يبقى السؤال... لماذا؟! و كيف؟!.... لماذا أهملنا العلم بينما أخذ به الغرب؟ من المسئول و المُخطِط عن انحدارنا لهذا المستوى و لماذا؟ 

و السؤال الأهم... كيف نفهمه و ننشره و نُعيد مجده؟!


2 comments: