في طريقي للشغل الصبح، لفت انتباهي تمركز ظباط و عساكر المرور عند محطات البنزين!! محاولين تنظيم الطوابير الواقفة في انتظار الدخول علشان تملأ بنزين...
الأزمة اللي احنا فيها دلوقتِ "اقتصاد بقى و بنزين و كل ما تحتويه" بتفكرني جداً لمّا الكفار عملوا الصحيفة و ضيقوا الحصار على المسلمين...
سبحان الله فعلا! ادرس التاريخ و بص على الواقع بتاعنا، هتلاقيه هو هو بالظبط!! بنفس الترتيب و التنظيم كمان!!
هدّيكوا مثال، كنت لسّة بفكّر فيه من يومين بالظبط =)
في الثلاث السنوات الأولى للدعوة، نزل بالمسلمين تعذيب شديد... و مع ذلك، أمر رسول الله صلوات الله عليه بوحي الله عز و جل بعدم قتال المشركين.. و قد كان هناك الكثير من الحِكَم وراء ذلك... سأنقلها لكم و هقول لكم في الآخر ليه =)
- (مهمة أوي) التربية على نوع جديد من الصبر ألا و هو تقديم مصلحة الأمة على المصلحة الشخصية
- (مهمة جدا برضو) الطاعة لقيادة الأمة حتى و لو في أمر لم تهواه نفسك و لا تحبه بدون اعتراض و ضجر
- الدعوة السلمية أفضل.. على الداعية أن يدرس نفسية من يدعو، لازم يشوف إزاي يأثر في كل نوع من أنواع الشخصيات علشان يدعوها صح و يُتقبل كلامه
- تجنب الفتنة القاتلة، لأن من وسائل أهل الباطل إنهم يقلّبوا أهل المؤمنين عليهم، فلو كده سوف يُثبت ما كانوا يقولون أن الإسلام يفرق بين الأهل
- ربنا عارف إن هناك كثير من المشركين الأقوياء سوف يسلمون، فلو قامت حرب من الممكن أن يخسرهم الإسلام مثل: عمر بن الخطاب و خالد بن الوليد و غيرهم
- (ركّزوا أوي في ديه) المسلمون لا يصتدمون بالنواميس الكونية (اللي هي حقائق الكون) و الإسلام دين واقعي، يحترم الأسباب، فالإسلام يقدّر الخصم و قوته، و يقدّر القوة المقابلة له، يضع الخطة، يجهّز المؤمنين ثم يتوكل على الله... فالمسلمون عندهم "فقه الفترة" و لا يتسرعون النتائج... ادرس، خطط، توكّل، نفّذ...
- القتال في هذا الوقت لم يكن ضرورة مُلِحّة... إذا كان هناك بعض الظروف التي يمكن أن تستغلها، فلتستغلّها! مثل حماية بني هاشم للرسول (ص)
- لو حدث القتال آن ذاك، سوف يُضطر المسلمون إلى كشف جميع أوراقهم في مرحلة لا تتطلب ذلك.. مثل: أمر دار الأرقم بن أبي الأرقم
- استغلال النخوة عند العرب... ففي ذلك الوقت، كانت نخوة العربي تتأثر بالمظلوم و صورته... فينهض لنصرته مهما كان..
- إظهار قدرة الله عز و جل و قوته و حكمته..
اعكس كل الكلام ده على واقعنا بقى... هتلاقينا بنتربّى نفس التربية... و تقريبا لنفس الأسباب... بس لازم علينا نعمل 3 حاجات مهمّين جدا:
- ندرك جيدا أن "لكل مرحلة طبيعتها" و مختلفة عن اللي قبلها و عن اللي بعدها... و إن الدنيا مش بتيجي كلها كده مرة واحدة
- "فقه الفترة"... خليك ذكي! قدّر الخصم و ادرس و خطط و فكّر و اختار الوقت المناسب و توكّل على الله و نفذ
- بناء قادة... و ديه بقى مهمة أوي أوي أوي... لإنها قاعدة لا يمكن الاستغناء عنها في بناء أي أمة.. قيادة واعية، فعّالة، مُصلحة
فسبحان الله! "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ"! و آيات أخرى كثيرة يدعونا فيها الله عز و جل لدراسة الماضي لأن سننه واحدة ثابتة إلى يوم الدين!
و ختاما، أنت إذا أردت المستقبل، فادرس التاريخ! ادرس الماضي! افهم السنن الإلهية، خطط و توكل على الله و نفذ! فـ"أمة لا تعرف تاريخها، لا تُحسِن صياغة مستقبلها"!
اللهم اعنا و علّمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علّمتنا و زدنا من لدنك علما و رحمة... الله المُستعان