اتعودت كل يوم و أنا في المواصلات لشغلي الصبح، أقعد أقرأ شوية قرآن... علشان أستفيد بوقتي في حاجة مفيدة و بحبها...
ركبت اليوم ده الميكروباص و قعدت و فتحت المصحف على سورة الرعد... إحساس غريب ينتاب الواحد لمّا يقعد يقرأ القرآن بتمعّن، لمّا يقعد يقرأه كده علشان يفهمه و يعرف ربنا سبحانه و تعالى بيكلّمه يقول له إيه، مش بس يقرأ و خلاص...
و أنا أقرأ، استوقفتني آية... كانت بتقول:
" اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ "
قعدت قدامها كتير كده بصّلها و متنحة!! يا سبحان الله! ساعتها كانت الناس نازلة من الميكروباص و ناس طالعة و السوّاق بياخد الفلوس و حركة دائمة مستمرة...
عملت "زوم أوت" للصورة اللي كنت شايفاها و "ميوت" للصوت...حسيت إنّي رُحت في عالم آخر و كأنك واقف بتتفرج من بعيد على فيلم شغّال... ناس رايحة و ناس جاية شقيانة طول النهار تسعى ورا رزقها.... تسعى في دنيا مش عارف قرارها فين و لا آخرها فين...
حسيت إنّي بخرج من الصورة و رحت لعالم آخر أوسع و أكبر.... مش بس كده، حسيت إنّي عملت "زوم أوت" للدنيا كلها و طلعت للفضاء و بتفرّج علينا من فوق.... عملت "زوم أوت" أكتر و طلعت بره المجرة بتاعتنا و اتفرّجت علينا!!
يااااااااااااااااااااااااااااه!!! يااااااااه، حسيت أد إيه فعلا إنّها "دنيا"!!! متستهلش أن الواحد يتمسّك بها أوي كده.... ده مش معناه إنّك ما تسعاش! بالعكس، لازم تسعى... لازم تشتغل و تشتغل بجد كمان.... لسبب بسيط، إن ربنا استخلفك فى الأرض ديه... أنت خليفته سبحانه و تعالى...
بس لا تجعل الدنيا أكبر همّك... بيصعب عليّا أوي الناس اللي بتتخانق على منصب و لا مركز و لا خناقة علشان حاجة تافهة... و لا اللي يعمل مواقف مش ظريفة في باقي الناس علشان يكسب شوية فلوس و لا منصب و لا أي حاجة من الكلام ده...عاملين "زوم إن" بزيادة و ناسيين أن في حاجة أهم و أكبر و أحسن و أغلى و أقيم مستنيانا.... الجنة.... نسيب الجنة علشان الدنيا؟!
الدنيا وسيلة و ليست غاية... عاملة زي شنطة السفر بتاعتك بالظبط! يا ترى هتاخد فيها إيه و هتاخد معاك مين في السفرية ديه؟!!!
فكّر كويس في السؤال ده، لأنه بجد هيغيّر حاجات كتير =)
الله المُستعان =)
حلوة أوي ربنا يعزك =)
ReplyDeleteربنا يكرمك يا هند :)
ReplyDelete