Jan 17, 2013

كل الحكاية أنّه "إنسان"...

تختلف الدوافع والنوايا... تختلف البيئة والتربية... تختلف على إثرها السلوكيّات والأفعال...

يختلف كلٌ منّا عن الآخر، كل إنسان على شاكلة... ولكننا نتفق في شيءٍ واحد...

أن ذلك الإنسان يطمئن لمن يجد منه اهتماماً حقيقياً، ليس زائفاً ومِراءًا لأحد أو لشيء... يطمئن أنّه يوجد في هذا العالم مَنْ يستطيع أن يحتضن قلبه المجروح ويمسح دموع السائلة...

ليس شرطاً أن تراها رؤى العين على وجهه... ولكن يكفي أنّه يشعر بها بداخله، تعتصره حتى تكاد تمزّق ضلوعه من شدة الحسرة والوجع والألم...

لا يعلم لماذا كل هذة القسوة التي تنبع من البشر؟!! لماذا كل هذا الاحتقار والمهانة؟!! ألا يشعرون مثله؟! أليسوا بشراً لديهم أحاسيس كأي مخلوق على وجه هذة المعمورة؟! 

لماذا هذة الأنانيّة؟!! لماذا يعطون الحق لأنفسهم أن يجرَحوا ولكنّهم يثورون غضباً عندما يُجرَحون؟! لماذا تلك النرجسيّة والعنصرية والكَذِب؟!! أنسيوا أننا سواسية؟!!

لا تقولوا له ألا يتأثّر بمن اهتم به ولو حتى اهتمامٌ طفيف! فيا سيدي، من يهتم ويقدّر الآخرين أصبح عملة نادرة في هذا الزمان!

من أنتم لتحكموا عليه؟! أعِشتم ما عاش؟! أتعرّضتم لِما تعرّض؟! أفقدتم ما فقد وأحسستم بالألم الذي أَحَسّ؟!

لا يا سيدي، لا تحكم عليه ولا تدّعي فهمه! فأنتَ لم تفهم نفسَكَ بعد، فكيفَ بغيرك؟!

يا سيّدي، إذا أصبت مرّة في حكمك فلا تتبجّح وتتفاخر بصوابك أمام خطأ الآخرين وجهلهم بما تعلم... فإنّما هي نعمة أنعم الله بها عليكَ ليس أكثر! فاحمده واشكره واسأله أن يُدمها عليك...

لا تتفاخر يا سيّدي، فأنتَ بشر! فإذا أخطأوا يوماً وأصبت، فغداً تُخطئ ويصيبوا...

سيدي، كل ما يحنو إليه هو قلبٌ يحتضنه ويُحسِن إليه، قلبٌ يحِنُ عليه، قلبٌ يخاف عليه ويحميه، قلبٌ يحبّه ويحترمه ويقدّره لشخصه... كل ما يطلب هو قلبٌ يستمع إليه وينصحه دون أن يجرحه إذا أخطأ، قلبٌ يُعلّمه ويضحك معه ويكون رفيقه... قلبٌ يحمِلُ معه همّه، لا أن يكون همّاً عليه... 

فهل يطلب المُستحيل؟!

يا سيدي، إنّ حكايته بسيطة... بسيطة لدرجة أنّها تتلخّص في كلمة واحدة...

أنّه "إنسان"...

Jan 4, 2013

Random Thought (8): أكرِموا أولادكم حتى قبل أن يولدوا!

قديما حرص العرب حتى -في جاهليتهم البعيدة- على كرم النسب وطهارة الأرحام ونقاء الأصول... قال حكيمهم "أكثم بن صيفي": "لا يفتتنكم جمال النساء عن صراحة النسب, فإن المناكح الكريمة مَدرَجة الشرف"

وقال قائلهم لبنيه: "قد أحسنت إليكم صغارا وكبارا وقبل أن تولدوا" قالوا: "وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟" فقال: "اخترت لكم من الأمهات من لا تُسَبُّون بها"


ده كان جزء من كتاب تراجم سيدات بيت النبوة للدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) عن اهتمام العرب بكرم الأنساب وتدقيقهم في الاختيار عند النكاح لمدى حرصهم على الأنساب وعزّتهم بها...
 

خاطرة جاتلي حبّيت أقولها لكم خصوصا بعد مقولة الراجل لأولاده اللي في الآخر :)
 

إكراما لأولادك ولعِرضك ونفسك, انتقِ واختر زوجتك كويّس أوي وفكّر مليون مرّة هل هي توافق الأسس الصحيحة ولا لأ... هل ولادك هيفخروا بها ويتكلّموا عنها بكل عزّة قدّام أصحابهم وفي مجتمعهم لمّا يكبروا وفعلا تبنيهم صح؟ مش شرط علشان حلوة وجميلة تبقى كده! :) 

والكلام لكِ أنتِ كمان يا جارة! مش علشان شاب حليوة وأمور, يبقى هيصون بيته وأولاده ويصونك ويحافظ عليكِ أنتِ شخصيا! 

ادّي ولادِك واحد يعتزّوا إنهم يشيلوا اسمه طول حياتهم في الدنيا والآخرة :) 

الموضوع مش إعجاب وحب وخلاص كده! نخلّي عندها شويّة بصيرة وlong term vision!  

بالله عليكم, أكرِموا أولادكم حتى قبل أن يولدوا! :)  

عمرك فكّرت فيها دي؟!! :) 

ربنا يرزقنا جميعا الصحبة الصالحة والذرية الصالحة...