Sep 30, 2011

على كوبري أكتوبر

و أنا في طريقي لبيتنا بعد الشغل، كان الطريق زحمة أوي و كان السواق اللي كنت راكبة معاه بيحاول يوصل لأي طريق علشان نطلع منه على كوبري أكتوبر...

و أنت ماشي على كوبري أكتوبر-اللي في أغلب الأوقات بيكون فوق بعضه- تلاقى العربيات ماشية كل واحد في اتجاه... كل واحد رايح لوجهته... و تلاقى في الأماكن الفاضية، العربيات فوووووووووووووو.... راكب طيّارة نفاثة، ما شاء الله...

لكن هل عمرك أخدت بالك إيه اللي بيحصل لمّا الطريق يبقى زحمة؟! أنا أقوللك....

تلاقى العربيات هدّت و بقيت ماشية واحدة واحدة و كله عينه على الطريق...
تلاقي الناس كلّها –سبحان الله- بدأت تظبّط نفسها و تعمل صفوف و حارات و تدخّل نفسها فيها...
تلاقى محدش بيحاول يعدّي من حد على الكوبري.... كله يمشي ورا بعضه في نظام علشان يمشّي الطريق...
و أول ما الدنيا تفُك و الطريق يفتح، تلاقى كل واحد راح لحاله....

امتى أشوف بلدنا كده؟! هتقولّي "كده إزاي يعني؟"

أشوفها لمّا الدنيا تبقى مزنوقة و الحال مايل و بايظ و بنمر بأزمة، تلاقى الناس اترصصت كده جنب بعضها و تنظّم نفسها تلقائيا وعينها على الهدف (الطريق) و بس... ألاقي كله بيساعد بعضه علشان يخرج منها بأقل خسائر...

هل هاشوفها كده في يوم من الأيام؟!

مجرد سؤال...

و أتمنّى من كل قلبي الإجابة تبقى "أيوة" و تثبتها الأيام... متبقاش مجرد كلام... و لا كلمة اتقالت في لحظة حماسة و السلام...

الله المُستعان...




Sep 28, 2011

زوم أوت

اتعودت كل يوم و أنا في المواصلات لشغلي الصبح، أقعد أقرأ شوية قرآن... علشان أستفيد بوقتي في حاجة مفيدة و بحبها...

ركبت اليوم ده الميكروباص و قعدت و فتحت المصحف على سورة الرعد... إحساس غريب ينتاب الواحد لمّا يقعد يقرأ القرآن بتمعّن، لمّا يقعد يقرأه كده علشان يفهمه و يعرف ربنا سبحانه و تعالى بيكلّمه يقول له إيه، مش بس يقرأ و خلاص...

و أنا أقرأ، استوقفتني آية... كانت بتقول:

"  اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ "

قعدت قدامها كتير كده بصّلها و متنحة!! يا سبحان الله! ساعتها كانت الناس نازلة من الميكروباص و ناس طالعة و السوّاق بياخد الفلوس و حركة دائمة مستمرة...

عملت "زوم أوت" للصورة اللي كنت شايفاها و "ميوت" للصوت...حسيت إنّي رُحت في عالم آخر و كأنك واقف بتتفرج من بعيد على فيلم شغّال... ناس رايحة و ناس جاية شقيانة طول النهار تسعى ورا رزقها.... تسعى في دنيا مش عارف قرارها فين و لا آخرها فين...

حسيت إنّي بخرج من الصورة و رحت لعالم آخر أوسع و أكبر.... مش بس كده، حسيت إنّي عملت "زوم أوت" للدنيا كلها و طلعت للفضاء و بتفرّج علينا من فوق.... عملت "زوم أوت" أكتر و طلعت بره المجرة بتاعتنا و اتفرّجت علينا!!

يااااااااااااااااااااااااااااه!!! يااااااااه، حسيت أد إيه فعلا إنّها "دنيا"!!! متستهلش أن الواحد يتمسّك بها أوي كده.... ده مش معناه إنّك ما تسعاش! بالعكس، لازم تسعى... لازم تشتغل و تشتغل بجد كمان.... لسبب بسيط، إن ربنا استخلفك فى الأرض ديه... أنت خليفته سبحانه  و تعالى...

بس لا تجعل الدنيا أكبر همّك... بيصعب عليّا أوي الناس اللي بتتخانق على منصب و لا مركز و لا خناقة علشان حاجة تافهة... و لا اللي يعمل مواقف مش ظريفة في باقي الناس علشان يكسب شوية فلوس و لا منصب و لا أي حاجة من الكلام ده...عاملين "زوم إن" بزيادة و ناسيين أن في حاجة أهم و أكبر و أحسن و أغلى و أقيم مستنيانا.... الجنة.... نسيب الجنة علشان الدنيا؟!

 الدنيا وسيلة و ليست غاية... عاملة زي شنطة السفر بتاعتك بالظبط! يا ترى هتاخد فيها إيه و هتاخد معاك مين في السفرية ديه؟!!!

فكّر كويس في السؤال ده، لأنه بجد هيغيّر حاجات كتير =)

الله المُستعان =)